أثار الحارس الأرجنتيني إيميليانو مارتينيز حالة من الجدل الواسع، بعدما أكمل مباراة فريقه أستون فيلا أمام ليل الفرنسي في إياب ربع نهائي دوري المؤتمر الأوروبي 2025-24، رغم حصوله على بطاقتين صفراوين، في واقعة غريبة دفعت الكثيرين للتساؤل: لماذا لم يُطرد مارتينيز؟ وما الذي سمح له بالبقاء على أرض الملعب وإكمال ركلات الترجيح بل والمساهمة في تأهل فريقه إلى نصف النهائي؟
الإنذار الثاني بدون طرد.. الحالة التي حيرت الجميع
بدأت القصة عندما تلقى إيميليانو مارتينيز البطاقة الصفراء الأولى، في الدقيقة 39 من حكم اللقاء آنذاك، السلوفاكي إيفان كروزلياك، وذلك بسبب إضاعة الوقت، في مشهد مألوف للحارس المعروف بأفعاله الذكية والمثيرة للجدل.
ومع وصول المباراة إلى ركلات الترجيح بعد تعادل الفريقين في مجموع المباراتين (2-2)، توترت الأجواء داخل ملعب بيار موروا في مدينة فيلنوف داسك الفرنسية، خاصة مع الحضور الجماهيري المكثف والداعم لفريق ليل، الذي حمل معه عبء العداء التاريخي بين مارتينيز والجمهور الفرنسي.
وأثناء تنفيذ الركلة الترجيحية الأولى لفريق ليل، والتي سددها الجزائري نبيل بن طالب، تصدى لها مارتينيز ببراعة، ثم وجه إشارات استفزازية للجمهور الفرنسي طالبًا منهم الصمت، مما دفع الحكم السلوفاكي إيفان كروزلياك إلى إنذاره مرة أخرى، أي أنه حصل على بطاقته الصفراء الثانية.
لكن المفاجأة كانت أن الحكم لم يُشهر البطاقة الحمراء، بل سمح له باستكمال ركلات الترجيح حتى النهاية، الأمر الذي طرح علامات استفهام عديدة، قبل أن تُفسر الإجابة قانونيًا.
قانون IFAB يحسم الجدل
السر وراء عدم طرد مارتينيز رغم حصوله على إنذارين، يكمن في قانون مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم IFAB، وتحديدًا المادة 10 من قوانين اللعبة، التي تنص على:
“جميع البطاقات الصفراء الممنوحة خلال المباراة أو الوقت الإضافي لا تُحتسب خلال تنفيذ ركلات الترجيح، ولا تؤدي إلى الطرد في حال تلقّي اللاعب إنذارًا إضافيًا خلالها”.
وبناءً عليه، فإن البطاقة الصفراء التي حصل عليها مارتينيز خلال ركلات الترجيح لا تُعتبر الثانية في سياق المباراة، بل تُعامل كحالة مستقلة، وبالتالي لا يترتب عليها الطرد، حتى لو كان اللاعب قد حصل على إنذار سابق في الوقت الأصلي.
ورغم ذلك، فإن الحارس الأرجنتيني غاب عن ذهاب نصف النهائي أمام أولمبياكوس اليوناني، بسبب تراكم البطاقات، إذ أصبح في رصيده ثلاث بطاقات صفراء في البطولة.
