قوانين كرة القدم

هل يسمح القانون للحكم بإلغاء صافرة نهاية المباراة واستئناف اللعب؟

خلال افتتاح منافسات كرة القدم في دورة الألعاب الأولمبية التي نظمتها العاصمة الفرنسية باريس صيف 2024، اتخذ الحكم السويدي غلين نيبيرغ، واحدة من أغرب القرارات في تاريخ كرة القدم باستئناف اللعب بعد حوالي ساعة ونصف من إطلاقه لصافرة نهاية المباراة بسبب عدم صحة أحد القرارات التي قام بمراجعتها عن طريق تقنية الفيديو المساعد.

الخبير التحكيمي جمال الشريف شرح الأسباب التي دفعت الحكم إلى استئناف لقاء المغرب والأرجنتين بعد هذه المدة الطويلة التي كانت من الحالات الأكثر ندرة في تاريخ اللعبة لا سيما الألعاب الأولمبية.

وقال جمال الشريف “الوقت البدل من الضائع الذي كان يجب إضافته إلى الشوط الثاني من اللقاء، هو 16 دقيقة و53 ثانية، والحكم أضاف 15 دقيقة. إذاً، إن تقدير الحكم كان صحيحاً لقد كان هناك توقف للعب في عديد المناسبات”.

أضاف “كان من الطبيعي أن يُضيف الحكم هذا الوقت إلى نهاية المباراة، ذلك أنه خلال الوقت الإضافي (بعد الدقيقة الـ 90) حصلت إضاعة للوقت أيضاً وتعطيل اللعب بسبب دخول الجمهور”.

الحكم السويدي غلين نيبيرغ في مباراة المغرب والأرجنتين بأولمبياد باريس 2024
الحكم السويدي غلين نيبيرغ في مباراة المغرب والأرجنتين بأولمبياد باريس 2024

واصل محلل قنوات بي إن سبورتس السابق “اعتقدنا أن المباراة انتهت، لكن اللاعبون عادوا بعدها لاستكمال اللعب، بسبب مراجعة الحكم لتقنية الفيديو المساعد، ليلغي هدفاً أرجنتينياً، ويخوض المنتخبان ثلاث دقائق إضافية، وذلك بعد ساعتين من توقف اللعب. إعلان الحكم نهاية المباراة هو أمر من حقه، وانتقلت في هذه اللحظة المسؤولية إلى حجرة (الفار)، التي يمكنها أن تطلب من الحكم التريث وعدم مغادرة الملعب برفقة المنتخبين إلى حين التحقق من صحة الكرات الأخيرة التي لُعبت في اتجاه المرمى خلال ستّ ثوانٍ، ومِن ثمّ فإن حجرة (الفار) قصّرت في واجبها ولم تطلب من الحكم التريث”.

هل يحق للحكم إلغاء صافرة النهاية؟

الإجابة نعم، قوانين فيفا لا تحظر إلغاء صافرة النهاية إذا كان هناك قرار حاسم كان يجب اتخاذه واكتشفه الحكم بعد إطلاق الصافرة، مثل احتساب ركلة جزاء أو خطأ مؤثر أو بطاقة صفراء أو حمراء، وكثيراً ما تعرض لاعبون للطرد بعد الصافرة.

هل يسمح القانون للحكم بإلغاء صافرة نهاية المباراة واستئناف اللعب؟
هل يسمح القانون للحكم بإلغاء صافرة نهاية المباراة واستئناف اللعب؟

في عام 2018، لجأ الحكم جويدو وينكمان إلى حكم الفيديو المساعد، وتأكد من وجود لمس للكرة باليد من جانب أحد لاعبي فرايبورج في مباراة بالدوري الألماني، ليسدد لاعب ماينتس بابلو دي بلاسيس ركلة الجزاء بنجاح لفريقه ليتقدم بهدف دون رد بعد صافرة نهاية الشوط الأول.

الحكم وينكمان رفض في البداية احتساب ركلة الجزاء لصالح اللاعب “دانيل بروسينسكي” الذي اعترض بقوة لمشاهدة تمريرته ترتطم في يد مدافع فرايبورغ “مارك أوليفر كيمبف”، وبعدما توجه اللاعبون إلى غرفة خلع الملابس.

لكن طُلب من الحكم تطبيق قوانين كرة القدم بشكل صحيح، والذهاب إلى حكم الفيديو المساعد على الجانب الآخر من الملعب لمشاهدة إعادة اللعبة المثيرة للجدل عبر الشاشة.

وبعد التأخير لمدة ست دقائق، سدد دي بلاسيس ركلة الجزاء بنجاح، قبل أن يطلق الحكم صافرة نهاية الشوط الأول للمرة الثانية، ويعود اللاعبون مجددا إلى غرفة خلع الملابس.

صافرة كريس كافانا تؤكد المعلومة في الدوري الإنجليزي

أكدت حادثة مماثلة في الدوري الإنجليزي يوم 27 سبتمبر 2020، أحقية الحكم في إلغاء صافرة النهاية واستئناف اللعب بعدها، عندما تكرر نفس مشهد مباراة فرايبورغ وماينتس في نهاية مباراة بين مانشستر يونايتد وبرايتون.

الحكم كريس كافانا عندما احتسب ركلة جزاء لمان يونايتد ضد برايتون بعد اطلاق صافرة نهاية المباراة
الحكم كريس كافانا عندما احتسب ركلة جزاء لمان يونايتد ضد برايتون بعد اطلاق صافرة نهاية المباراة

الحكم كريس كافانا قرر احتساب ركلة جزاء لصالح مانشستر يونايتد رغم اطلاقه صافرة نهاية اللقاء بالتعادل 2/2.

كان ما جرى في مباراة مانشستر يونايتد وبرايتون أمر غير مسبوق بالنسبة لجمهور البريمييرليغ، خاصةً أن يونايتد استغل الفرصة وسجل هدف الفوز من ركلة الجزاء بعدما أطلق حكم المباراة صافرة النهاية.

وقرر الحكم الإنجليزي العودة إلى الملعب مجددًا، بعدما أُخُبر من قبل حكم الفيديو المساعد (الفار)، أن هناك لمسة يد على لاعب برايتون نيال موباي، بعد رأسية من هاري ماغواير، فتراجع عن صافرة النهاية وذهب للشاشة لمشاهدة الإعادة، ثم اتخذ القرار بمنح مانشستر يونايتد ضربة جزاء، سجل منها البرتغالي برونو فيرنانديز هدف الفوز، ليحصد الشياطين الحمر نقاط المباراة الصعبة بنتيجة 2/3.

ما رأي مجلس تشريع قوانين كرة القدم IFAB؟

وفقًا لـ قوانين كرة القدم التي يقرها مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم (IFAB): “ليس هناك وقت محدد لمراجعة أي حالة تحكيمية من جانب حكم الساحة، الأهم من السرعة هو الدقة واتخاذ القرار الصحيح، لكن الحكم والمساعدان عليهم دائمًا اتخاذ قرار أولي بغض النظر عن وجود تقنية الفار”.

الحكم السويدي غلين نيبيرغ في مباراة المغرب والأرجنتين بأولمبياد باريس 2024
الحكم السويدي غلين نيبيرغ في مباراة المغرب والأرجنتين بأولمبياد باريس 2024

ويضيف نص القانون في هذا الجزء “يجب إكمال عملية المراجعة بأكبر قدر ممكن من الكفاءة، ولكن دقة القرار النهائي أهم من السرعة. ولهذا السبب، ولأن بعض المواقف معقدة مع العديد من القرارات والحالات القابلة للمراجعة، فلا يوجد وقت محدد لهذه العملية”.

ويوضح البند أكثر ”يحق للحكم اتخاذ ما يراه من قرار مناسب للحالة، سواء بالإلغاء أو التعديل أو فرض أي عقوبة أو إجراء تأديبي، ويعيد اللعب وفقًا لقوانين اللعبة”.

محمود ماهر

محمود ماهر صحفي رياضي مصري، عمل مع العديد من المؤسسات الصحفية الكبرى على مدار 20 عاماً منذ 2004 حتى الآن، وقام بتغطية العديد من المباريات والأحداث الرياضية بداية من كأس العالم للشباب 2009 وكأس العالم للأندية في الفترة من 2013 إلى 2023، فضلاً عن دوري أبطال إفريقيا والكونفدرالية والدوري المصري والعماني والمغربي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى